طريق الحرير ومبادرةالحزام والطريق

يعتبر طريق الحرير القديم المواصالت الرئيسي لتجارة الحرير فيما بين الصين وبين الجزء
الجنوبي والغربي آلسيا الوسطى اسم "طريق الحرير". ويقصد بـ"طريق الحرير" هو خط
المواصالت البرية القديمة الممتد من الصين وعبر مناطق غرب وشمال الصين وآسيا كلها
إلى المناطق القريبة من افريقيا واروبا ، وبواسطة هذا الطريق، كانت تجري التبادالت
الواسعة النطاق من حيث السياسة واالقتصاد والثقافة بين مختلف المناطق والقوميات. انتقال
الحضارة المادية عبر طريق الحرير إلى الخارج: بدأ الغرب بل العالم يعرف الصين من انتقال
الحرير الصيني عبر "طريق الحرير" إلى الخارج وقد سمى بطريق الحرير الن سلعة الحرير
الصينى كانت من اهم البضائع التى تصدرها الصين الى الخارج وتحمل بواسطة القوافل
والسفن فى الطريقين البرى والبحرى .
من خالل طرح فكرة البناء المشترك بين الطرفين الصيني والعربي لـ"الحزام االقتصادي لطريق
الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين")أو ما يسمى باختصار "الحزام
والطريق"(رسم الرئيس الصينى بوضوح خارطة الطريق للتعاون الصيني العربي ، كما نوه
الرئيس الصيني أيضاً بأهمية تنمية روح طريق الحرير المتمثلة في االستفادة المتبادلة
للحضارتين، واحترام حقه في اختيار طريقه التنموي، والتعاون المربح للطرفين، والحوار
والسلم وتعزيز الثقة والتعاون المتبادل بين الدول.

وطريق الحرير هو عبارة عن مجموعة طرق برية وبحرية تاريخية تعود الى ما
قبل الميالد تربط الصين بالعالم غرباً وجنوباً وشرقاً تمتد الى جنوب آسيا وتركيا
وشرق اروبا وبالد مابين النهرين وتصل الى البندقية كما تمتد الى كوريا
واليابان. وتنقسم الى فرعين شمالى وجنوبى يمر الفرع الشمالى الى شرق اروبا
ويصل الى منطقة البلقان والبندقية أما الفرع الجنوبى فيمر عبر اواسط آسيا
وبالد مابين النهرين واالناضول وبالد الشام والى مصر وشمال افريقيا.و تسلكها
القوافل التى تنقل الحرير الصينى الى ارجاء العالم وقد ازدهر الحرير الصينى
واتقن الصينيون صناعته حتى اضحى مطلوباً فى مختلف المناطق حيث كان يتم
تبادله باالحجار الكريمة والذهب ويرجع البعض تراكم مخزون الصين العالمى
للذهب الى ازدهار تجارة طريق الحرير.
منذ القرن الخامس قبل الميالد ازدهر الطريق وازدهرت معه البلدان التى يمر
عليها واضحت معبراً ثقافياً واجتماعياً وانسانياً حيث انتقلت عبره الديانات فعرف
العالم البوذية وعرفت آسيا االسالم. وانتقل عبره البارود فعرفت االمم الحروب
وانتقل عبره الورق فحدثت طفرة كبرى فى تراث االنسانية مع النشاط التدوينى.
اكتشف التجار أن المسارات البحرية اكثر امناً من الطرق البرية وبدأ طريق الحرير
البحرى يتخذ شكالً منتظماً بعد انتشار الحروب وخاصة المغولية االسالمية .، فاتخذ
مسارين مسار الخليج العربى ومسار البحر االحمر عبر المحيط الهندى جنوباً الى
اسيا الجنوبية ثم الى أعلى البحر االحمر حيث تستلم القوافل البضائع فى خليج
السويس وتنقلها برا الى البحر االبيض المتوسط )دمياط( مما ادى الى ازدهار مصر.
بعد االسالم وانتشار رقعة دولته اصبحت االجزاء الكبرى من طريقى الحرير البرى
والبحرى واقعة على ديار االسالم وخاضعة لنفوذ المسلمين. وبرزت كتلة اقتصادية
جديدة. ونسبة للروابط السلمية مع الصين ــ حيث لم يدخل الصينيون فى صراع مع
االسالم ـــ تطورت التجارة مع مصر – شمال افريقيا – الجزيرة العربية – الشام –
العراق – ايران – اواسط اسيا
من اهم العوامل التى تدفع الصين لالهتمام بإنعاش طريق الحرير بالمفهوم العصرى
حاجة الصين الى نفط العرب ورغبتها فى دعم صادراتها وتبادلها التجارى مع الشرق
االوسط. وسعيها لتطوير الروابط المالية لتعزيز المركز النقدى اليوان الصينى كعملة
مختارة لتسوية التعامالت التجارية على طول الطريق.

نظراً لألهمية الحضارية لطريق الحرير القديم والدور الذي لعبه في تطوير
العالقات االقتصادية وتعزيز وازدهار مسيرة التواصل اإلنساني الثقافى
واالجتماعى والدينى بين الشرق والغرب . اتخذت منظمة اليونسكو قرارا بضم
طريق القوافل الشهير الذي يربط شرق آسيا مع منطقة البحر األبيض
المتوسط في العصور القديمة و الوسطى إلى قائمة التراث العالمي استجابة
لطلب تقدمت به الصين ودول اخرى.وشرعت المنظمة فى تنفيذ العديد من
البرامج واالنشطة ،. وتمضي جهود اليونسكو حثيثة على قدم وساق إلحياء
طريق الحرير على مستويين: ثقافي واقتصادي
نخلص الى أن الصين تتخذ من مبادرة الرئيس الصينى لبناء الحزام والطريق
منطلقا رئيسيا لتعزيز عالقاتها بدول العالم وعلى رأسها الدول التى يمر بها
الطريق وتري أن المهام والتحديات المشتركة في تحقيق نهضة األمة تتطلب
تجسيد روح طريق الحرير، بما يزيد قوة دافعة للتنمية ويضفي الحيوية للتعاون
ويعمق باطراد عالقات التعاون االستراتيجي الصينية العربية القائمة على التعاون
الشامل والتنمية المشتركة ، ولذا طلب الرئيس الصينى من الدول العربية
المشاركة الحقيقية لتنفيذ تلك المبادرة حيث قال : )بما أن طريق الحرير القديم
كان فاتحة التبادل والتواصل بين الصين والعالم العربي، فإن "الحزام"
و"الطريق" الجديدين يتطلبان تشاركنا في بنائهما كشركاء طبيعيين ( وعدد
االسباب والمبررات التى تدعم طلبه مشاركة الجانب العربى فى كلمته االفتتاحية
للدورة السادسة لالجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى العربى الذى انعقد
فى بكين فى يونيو 2015 

نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة